لارباع اٍحدى بلديات ولاية باتنة وهي منطقة من مناطق الأوراس. تسكنها قبيلة
تحمل نفس الاسم ألا وهو قبيلة لارباع. وكلمة لارباع أصلها عربي اشتقت من
كلمة الأرباع مفردها الربع. والربع هو الموضع الذي ينزل فيه زمن الربيع أو
الدار ويقال أربع القوم أي صاروا في الربيع واٍرتبع فلان المكان أقام فيه
زمن الربيع
فالمنطقة تشتهر بالرعي وسكانها لهم تقليد قديم في الرعي ففي فصل الشتاء
يتوجهون بماشيتهم للرعي في الصحراء لدفئها.أما في فصل الربيع فيرجعون بها
إلى لارباع. فلذلك سمي المكان بالأرباع أي منازل الرعي في الربيع.
قلعة لارباع القديمة – ثقلييعث ألارباع صورت في بداية التسعينات من القرن
الماضي
لارباع قلعة من قلاع الأوراسيقع حوض لارباع ضمن جبال الأوراس بين سلسلتين جبيلتين تجمع التنوع
الطبيعي في الجزائر بين الجبال الصخرية والمناخ الحار والجاف وبين الجبال
والطبيعة الخضراء وبين الثلوج في لوحة لا تكتمل ملامحها إلا في الأوراس
الشامخ.
تقع بلدية لارباع جنوب ولاية باتنة يحدها شمالا بلدية بني فضالة وبلدية
تازولت وغربا بلدية بني فضالة ايضا وجنوبا بلدية بوزينة وشرقا بلدية وادي
الطاقة. إن منطقة لارباع عبارة عن حوض طبيعي تسوره سلسلتين جبليتين هما
السلسلة الجنوبية الصخرية المعروفة بالمالو تمتد من فوذ أقيلال شرقا الى
ثنوغيست غربا كحد طبيعي فاصل بين لارباع و بوزينة والسلسلة الجبلية
الشمالية فهي جبال مغطاة بالغابات ممتدة من مضيق سمايل غربا إلى وادي البور
و هضبة تيفراسين شرقا . قرى لارباع تمتد على ضفتي وادي لارباع الكبير كأنه
شريان الحياة الذي يغذي جسم وخريطة لارباع من شرقها الى غربها حيث تبدأ
روافده الأولى شرقا من سفوح جبل المحمل عند بارث و فوذ أقيلال والوديان
الصغيرة عند الوافي والاحواض و بلغو ثيت ملل و بوعامر ومنطقة أظهري إلولاغ
ثم ينحدر نحوغرب لارباع ويزداد عمقا واتساعا شيئا فشيئا. ينضم إليه رافد
ثاني عند تاعزونت هو وادي بوجناح وسط لارباع كما يصب فيه وادي ثنوغيست عند
أسفل ثاقليعث غرب لارباع بعدها ينعرج شمالا عند حوض السمايل العميق وهو
إلتواء صخرى كبير يشكل منعرجا لوادي لارباع وبعد هذا الإلتواء يصب فيه رافد
آخر هو وادي تيبحرين وبعدها ينتهي مجرى هذا الوادي ليلتقي مع وادي بني
فضالة ويصب فيه قرب منطقة السمايل
تتكون لارباع من عدة قرى أهمها وأقدمها القلعة القديمة أو ثاقليعث أم قرى
لارباع. قرية ثاقليعث هي عاصمة لارباع القديمة و معناها القلعة بالإضافة
إلى ثاقليهت مهد لارباع هناك ست قرى اخرى رئيسية ثاعزونت و ثيبحرين و
بوجناح و بوعامر و بويعقاقن يوجد بها مقر بلدية لارباع وفوذ أقيلال وهناك
تجمعات سكانية أخرى مثل اخفاون انتكعاب و بارث و الاحواض و ثزنبوت.. الخ
.لارباع منطقة جبلية غابية تجمع التنوع الطبيعي في الأوراس بين الجبال التي
تكتسي قممها بالثلوج شتاء والطبيعة الخضراء ربيعا و تتزين بغابات الصنوبر
حول ثوفيقث و ثيليمسوين وقرب بوجناح و بوعامر و بأشجار الأرز الأطلسي
النادر في غابة الزقاق كما تحوي مروجا خضراء كمرج بوعامر ومرج أوعزون و
مروج ثينجدي وهضاب متوسطة كهضبة بوجناح و هضبة الأحواض و كما تمتاز منطقة
الارباع ببساتين غناء في منطقة ثيبحرين و بساتين كثيرة اخرى منتشرة على طول
وادي لارباع الكبير "إغزر أمقران" و حقول شاسعة معطاء في إلولاغ و بارث و
ثيت ملل و فوذ أقيلال و ثنوغيست و بوجناح. لارباع لوحة طبيعية أبدع الله
صنعها و سمفونية أمازيغية لا تكتمل ملامحها إلا في الأوراس الشامخ الأشم.
الأرباع هي جنة من جنان الأوراس وقلعة من قلاع الأمازيغ الأحرار
بلدية لارباع بين الواقع والآفاق :
لارباع من بين البلديات التي ذاقت مرارة الحياة إبان العشرية السوادء
مما أرغم جميع سكانها بدون إستثناء بالرحيل والنزوح إلى البلديات المجاورة
كبوزينة - عين التوتة - تازولت - باتنة - وأصبحت خلال العشرية السوداء
خاوية على عروشها. و مع مطلع سنة 2008 بدأ سكان لارباع يعودون شيءا فشيءا
الى ربوع بلديتهم متحدين كل الصعاب رغم العزلة ووعورة المسالك إلا ان أبناء
لارباع الغيورين على أرضهم بدأوا في اعادة اعمارها بدءا بإعادة زراعة
الأشجار المثمرة و حراثة الارض وبذر الحبوب و بناء المساكن وحفر الأبار في
قرى بوجناح و بوعامر و منطقة بلغو و الأحواض ومرج الوافي و فوذ اقيلال[1].
كما أعيد مقر بلدية لارباع الى مكانه الأصلي ببويعقاقن و حولت المرافق
القديمة للبلدية إلى ثكنة عسكرية من أجل إعادة الإستقرار إليها و تم فتح
مقر البلدية في بناء جاهز من عدة بنايات جاهزة معدنية و الكثير من الأشغال
القائمة هناك من أجل إعمارها كمقر البلدية مدرسة سكنات اجتماعية. لقد شيد
سكان لارباع العديد من السكنات الريفية في مقر البلدية وقرية بوجناح ومنطقة
ثزنبوت لكن رغم هذا التغير الى بلدية لارباع تبقى معزولة لإفتقارها إلى
طرقات معبدة تربط بينها وبين البلديات المجاورة. فطريق تقصريت عبد جزئيا
لكن نوعية الإنجاز رديئة أما طريق بوزينة- بويعقاقن الذي يربط بلدية لارباع
بدائرة بوزينة فإن به عقبة كبيرة هيى ثنية إيمي أنتيزي بسبب سوء التخطيط
والإنجاز فإن هذه الثنية يصعب صعودها أو النزول منها بالسيارة ومن يمر عبر
هذه الطريق يعرض نفسه للخطر بسبب ميلها الخطير ونفس الشيء يقال عن الطريق
الذي فتحه الجيش الوطني الشعبي بين بلدية بني فضالة و بويعقاقن فهي وعرة
وميلها حاد عند نزولها أو صعودها. إن أولوية بلدية لارباع الاولى اليوم هو
فتح الطرقات و اعادة اعمار كل قرى لارباع و تزويدها بضروريات الحياة من ماء
وكهرباء الخ و دفع عجلة التنمية ببناء مساكن ريفية فى كل قرية وتجمع سكني.
يجب فتح الطريق بين بلدية لارباع وبلدية تازولت مرورا بقرية تيفيراسين
والبور و غابة الزقاق الشهيرة. أما المحور الآخر فهو فتح طريق بين عين
التوتة مرورا ببني فضالة وثنوغيست من جهة لارباع القديمة كما يجب استكمال
طريق تاقصريت و إعادة تخطيط و إنجاز شطر طريق إيمي أنتيزي وتسهيل ميله و
منعرجاته[1]. إن إعادة إعمار لارباع هو هدف كل أبناء لارباع لذلك يجب تظافر
وتوحيد جهودكل أبناء لارباع لتحقيق هذا المسعى النبيل بطريقة حضارية كل
بما يستطيع لإعادة لم شمل أبناء هذه الأرض الطاهرة من جديد. لارباع أنجبت
المجاهدين والمجاهدات والشهداء والشهيدات وكانت معقلا من معاقل وحصنا من
حصون ثورة التحرير المجيد فليكن أبناء لارباع خير خلف لخير سلف.