امنيات فوق السحاب

كان الجو
ماطر والرياح عاصفة ،كنا نتأمل الجو من نافذة الطائرة في صمت وهي تستعد للإقلاع ،
كانت تنتابنا الشكوك وتتقاذفنا الأسئلة هل سنقلع؟ أم أن الرحلة ستؤجل نظرا لرداءة
الجو ، الكل يتأمل في صمت ، حتى تحركت الطائرة لتقطع عنها الوساوس والأسئلة
باليقين ، ارتفعت الطائرة في سرعة رهيبة نحو السماء علت ثم علت حتى اخترقت السحب
لم نعد نرى شيئا سوى الضباب ، كانت تهتز لتقلب الجو وحركة السحب ويهتز معها قلبي
وانتابني الخوف الطبيعي الذي ينتاب أي مسافر في مثل حالتي ، حاولت نسيان الموقف
والاستناد إلى الكرسي وقراءة الجريدة أو ارتشاف مشروب حتى تمر تلك اللحظات،
وبالفعل ما هي إلا دقائق حتى زال الاهتزاز و أطللنا على أفق فسيح فوق السحاب و
اخترقت النوافذ خيوط من ضياء الشمس لتنير رواق الطائرة ، وأرسلت الشمس أشعتها على
الغيوم الممتدة نحو الأفق في توافق و انسجام وهي تتلألأ ببياضها الخلاب من ذلك
الشعاع ، وانطلقنا نحن لوجهتنا نحو الأفق والغيوم الناصعة تأخذ أشكالا رائعة ونحن
نراها من تحتنا ، كنت أتمتع بالنظر إليها من النافذة واردد سبحان الله الذي خلق
فأبدع ، وما هي إلا ساعة حتى حطت بنا نحو غايتنا. وحمدنا الله .

قد تضعف همتنا وتعجز أحيانا عن السعي لتحقيق هدف ما لدينا
بالحياة، نظرا لظروف صعبة تحيط بنا أو مشكلات طارئة، أو حتى سوء فهم منا للموقف ،
ونكون على مشارف الفشل والاستسلام ولكن..... ماذا لو قررنا المحاولة وعدم اليأس ،
ونعزم على الانطلاق نحو الهدف المنشود بكل ما أوتينا من قوة متوكلين على الله اولا
ثم بالثقة بما وهبنا الله ، طبعا سنخترق كل الشكوك والأوهام ونمضي مسرعين إلى
غايتنا متجاوزين العقبات متمتعين بلحظات الانجاز لنحلق في فضاء النجاح ونصل للهدف.

.

أف شكرا
من أخيك
أتمنى لك النجاح